استهدفت قوة الاحتلال المغربي من جديد بتاريخ 25 آب / أغسطس 2024 مجموعة من أعضاء تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA داخل مطاري العيون والداخلة المحتلتين مباشرة بعد وصولهم عبر الرحلة رقم AT1412 والرحلة رقم AT1420 القادمتين من المطار الدولي بالدار البيضاء / المغرب.
وقد أخضعت عناصر من شرطة قوة الاحتلال المغربي 13 عضوا من المنظمة، لتفتيش تعسفي شمل حقائبهم وكل أغراضهم الشخصية لمدة تجاوزت 45 دقيقة بمطار العيون و30 دقيقة بمطار الداخلة، بالرغم من مرور جميع هذه الحقائب من جهاز “سكانير” بالجناح المخصص لإدارة الجمارك، التي تركت باقي المسافرين القادمين على نفس الطائرتين يمرون دون الخضوع لأجهزة سكانير ودون تفتيش ، مما يعتبر تمييزا عنصريا.
تم هذا الإجراء بتواجد مكثف لضباط وعناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي داخل مطار العيون المحتلة مع وجود موظفة لا ترتدي اللباس الرسمي لموظفي إدارة الجمارك تكلفت بتفتيش حقائب 05 عضوات من المشاركات في الدورة التدريبية حول حقوق الإنسان بمدينة إسطنبول بتركيا.
احتج أعضاء منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA بشكل سلمي على هذه الممارسات التمييزية التي استهدفتهم، مؤكدين على أن هذا الاستهداف يندرج في إطار التضييق الممنهج على المنظمة ومحاولة منعها من الاستمرار في عملها، ومصادرة حقها في المشاركة في دورات تدريبية في مجال حقوق الإنسان من تأطير منظمات حقوقية دولية.
وفي سياق هذه الإجراءات التعسفية تعرض كل من” العربي مسعود ” المستشار بالمكتب التنفيذي للمنظمة و ” الصالحة بوتنكيزة ” المدونة والإعلامية لسوء المعاملة وللضغط عليهما في محاولة لمنعهما من الحق في الاحتجاج على ما قامت به الأجهزة الاستخباراتية المغربية من ممارسات تستهدف المس من حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان.
كما تمت مصادرة تقرير المقرر الأممي المعني بالتعذيب لسنة 2012 حول التعذيب بالمغرب والصحراء الغربية وتقارير طبية كانت بحوزة ” علي سالم التامك ” رئيس المنظمة.
ولم يتوصل كل أعضاء الوفد الحقوقي بأمتعتهم بالمطارين، حيث اشتكت مجموعة مكونة من 05 مدافعين عن حقوق الإنسان من عدم توصلهم بأغراضهم، بالرغم من تقديمهم لشكوى في الموضوع لإدارة شركة الخطوط الجوية المغربية.
وتواصلت مضايقة أعضاء من هؤلاء المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في اليوم الموالي، لما توجه كل من ” السالكة أعمر” و ” الديش الداف ” عضوي المكتب التنفيذي للمنظمة إلى مقر مطار العيون المحتلة لمعرفة مصير أمتعتهم، ففوجئا بتماطل هذه الإدارة في تسليم الحقائب، بالرغم من اعترافها بوصولها وتواجدها بمستودع الأمتعة المفقودة.
وفي إفادة ل ” السالكة أعمر “، أكدت أنها ظلت تنتظر لمدة أكثر من ساعتين قبل أن تخضع حقيبتها لتفتيش تعسفي من طرف ضباط شرطة قوة الاحتلال انتهى بمصادرة وثائق خاصة بالدورة التكوينية.
وتعتبر هذه الإجراءات الخطيرة انتهاكا لحرية التنقل و مسا بخصوصية كل هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان، الذين تعرضوا للتفتيش المهين، واستمرارا للسياسة العقابية الممنهجة لقوة الاحتلال المغربي في حق المدافعين عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.