منذ المؤتمر الخامس عشر للجبهة، تبنت وزارة الإعلام سياسة الصحفي المتكامل ، لكن لم يُكتب لها النجاح لعدة اسباب ابرزها غياب استراتجية واضحة تواكب المستجدات والتحديات الحاصلة في الميدان يرافق ذلك أسلوب التقصير.
وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع نتعرف على مواصفات “الصحفي المتكامل”
الصحفي المتكامل حسب أهل الاختصاص هو الذي له معرفة وقدرة على العمل في مجالات متعددة من الصحافة، مثل الصحافة المكتوبة، التلفزيونية، الإذاعية، والرقمية، ولا يكتفي بالمهارات الأساسية كالتحرير والكتابة، بل يمتد ليشمل التصوير، التحقيق، فن المقابلة، استخدام أدوات الإعلام الرقمي، وأحياناً حتى التدريب ،كما يستطيع هذا الصحفي التكيف مع متطلبات العصر الرقمي والاستفادة من مختلف الأدوات المتاحة لتقديم تغطية إعلامية شاملة.
وبالعودة إلى سياق الموضوع نسأل لماذا تبنت وزارة الإعلام هذا النوع من الصحافة متأخرة ؟ ولماذا فشلت في تجربته رغم المكانيزمات المتوفرة ؟
حتى وان حاولت وزارة الإعلام تعميم التجربة المتفحمة على مستوى الإعلام الجواري لكن لايعني ذلك نجاحها بالشكل الذي دندنت له طبول الوزارة وتعالت فيه صوات الذباب الصحفي، ولا بالصيغة والحجم الذي يتطلع له الصحفي والشعب الصحراوي عامة.وبقت حبيسة التهاون والتقصير.
الغريب في الامر ان تجربة الصحفي المتكامل أو الشامل “يسوى الهم الثنتين” امتزجت بين الفشل والكسل وانتقلت من مرحلة عدم النجاح في تحقيق الاهداف المعلنة، الى التثاقل والتراخي والفتور عن بذل الجهد أو فعل الشيء، مع القدرة على أدائه ، وهذا ما تترجمه الحالة الصحية الغير مستقرة للعمل الصحفي بوزارة الاعلام منذ وقت طويل وان طفت على ذلك بعض الجهود هنا وهناك.
المتابع للشان الاعلامي الصحراوي متأكد ان هناك تسرب، وتسريب وتغييب ونفور وعزوف إعلامي ثقيل ومنهك. فهل تسأل القائمين لماذا وصلت وزارة الإعلام إلى هذه الحالة؟ أو أنجزت دراسة علمية مهنية للموضوع!!
يجادل البعض بأن فكرة الصحفي “الخارق” الذي يتقن كل شيء هي أمر صعب التحقيق. ويرون أن التخصص في مجال واحد أو مجالين هو الأنسب في عصر السرعة، لكن لا شك في أن القدرة على إتقان عدد من المهارات الصحفية المتنوعة تمثل ميزة قوية في سوق العمل الإعلامي المتغير باستمرار وسياسة تخدم الثقرة المتعمدة في واقعنا الاعلامي.