هيئة التحرير:
نقف اليوم بكل فخر واعتزاز عند محطة خالدة في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي ومسار فعله الثوري، يوم انطلقت فيه شرارة الإعلام الوطني، وارتفع فيه صوت النضال وزمهرة الكفاح الوطني .
ذلك اليوم المجيد لم يكن مجرد حدث تقني أو إداري، بل كان معركة من معارك الصمود والتضحية من اجل الحرية، حيث صنع أبناء الوطن الأوفياء قوة اعلامية وسط ظروف صعبة ودقيقة وصمت دولي مطبق، أراد به الاحتلال المغربي طمس هوية الشعب الصحراوي وإسكات صوته.
لكن إرادة الصحراويين كانت أقوى، إذ عملو بإمكانيات بسيطة وإيمان راسخ بواجبهم وارادتهم، استمرارا لصوت الشعب الصحراوي من مواقع مختلفة، معلنين أن الصحراء الغربية حرة… وأن الإعلام فيها لن ينطفئ نوره أبدًا.
ومنذ ذلك اليوم التاريخي، ظل المرفق الإعلامي الوطني – الإذاعة الوطنية والبث الإذاعي – مدرسة في الوطنية، ومنارةً للسيادة، وصوتًا يعبر عن نبض الشعب وطموحاته، ومرآة تعكس حضارته وهويته.
لقد واكب إعلامنا الوطني كل التحولات السياسية والاجتماعية، وساهم في حماية الذاكرة الجماعية، وترسيخ قيم الانتماء والوحدة الوطنية، وتنوير الرأي العام بمهنية ومسؤولية.
وفي هذه الذكرى العطرة، المصادفة لـ 2025/12/28 تاريخ تأسيس الإذاعة الوطنية، تزامنا واليوم الوطني للاعلام، نترحم بخشوع على أرواح الرجال والنساء الذين خدموا هذا الصرح الوطني بإخلاص وتفانٍ، وقدموا زهرة أعمارهم من أجل رسالة إعلامية وطنية صادقة.
كما نُثمن عاليًا الجهود المبذولة اليوم لمواصلة التطور ومجاراة التحديات الكبرى، في زمن يشهد ثورة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي، مؤكدين أن الإعلام الوطني سيظل في طليعة القوى الحية الساهرة على حماية السيادة والمعلومة الصادقة.
إنّ هذه المناسبة ليست مجرد وقفة احتفالية، بل هي لحظة تأمل وتقويم، نسائل فيها أنفسنا: إلى أين وصلنا؟ وماذا أنجزنا؟ وكيف نواصل حمل الأمانة بنفس الروح التي بدأ بها الرواد الأوائل؟
فالإعلام الوطني كان وسيبقى حصنًا منيعًا للسيادة، ومنبرًا للأصالة، وجسرًا يربط الماضي المجيد بالمستقبل الواعد.
وبهذه المناسبة الغالية، نتقدم بأحر التهاني وأصدق عبارات التقدير إلى كل الزملاء والزميلات في مؤسسة الإذاعة الوطنية ، ومختلف الوسائط الرسمية، عرفانًا بجهودهم النبيلة في خدمة الوطن وصون رسالته الإعلامية السامية.
فلنواصل جميعًا المسيرة، أوفياء للأمانة، مؤمنين برسالتنا، مجندين في سبيل تحرير الوطن شامخا، حرا، مستقلا ومواصلة بناء مؤسسات الدولة الصحراوية.
