يخلد الشعب الصحراوي اليوم الجمعة، الذكرى الخمسين لسقوط أول شهيد للثورة البشير لحلاوي الذي سقط بميدان الشرف في الثامن مارس 1974.
ان القيم المستلهمة من سير الشهداء كثيرة لا تنحصر، كالشجاعة والبسالة والإقدام والإيثار والإخلاص والولاء والانتماء والتلاحم الوطني، وقوة الإرادة، والعزيمة التي لا تلين، مهما كانت التحديات، وإن تضحيات شهدائنا ستبقى دروساً عظيمة للأجيال، ينهلون منها كل قيمة جميلة.
إن الشهداء صُناع حضارة، لأن الحضارة لا تُقام إلا بالقيم العظيمة، وبُناة أمجاد، لأن المجد لا يُنال إلا بالتضحية الكبيرة، وهم مدرسة إنسانية مشرقة، نستلهم منها القيم السامية، والمبادئ العالية، فكم في سيرة الشهداء العطرة من دروس وعبر، هي كالمشاعل المضيئة في طريق السائرين.
لقد قدم لنا الشهداء أروع الأمثلة في أرقى المعاني الوطنية، فقد هبوا دون تردد نحو ساحات البطولة، ملبين نداء وطنهم بكل رجولة، معبرين عن حبهم لوطنهم بأرواحهم ودمائهم، مسارعين لنصرة قيم الحق والوئام، وإرساء دعائم الاستقرار والسلام، تحت مظلة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، فبهم يزدهر الوطن، وتمتن الوحدة الوطنية وتفتخر الأسر.
تاتي الذكرى ايضا لنقف إجلالا وإكبارا لكل شهيدة صحراوية، وكل من سقطت في ساحات الوغى وفي سجون الإحتلال المغربي حيث عدد المختطفات والفقيدات يعد بالمئات أغلبهن لا تتوفر أي معطيات دقيقة بخصوص تاريخ ومكان اختطافهن واستشهادهن فقلة هن من تم فرض إطلاق سراحهن من المعتقلات السرية المغربية السيئة الذكر (آكدز، مكونة..) لتبقى دماؤهن الزكية وآثار سياط الجلاد ورصاص المحتل وشما في ذاكرة الشعب الصحراوي وعارا يلاحق نظام الإحتلال المغربي حيث رصاص جيش الإحتلال الرجعي المغربي ظل يلاحق أبناء الشعب الصحراوي العزل في مختلف نقاط تواجده حتى النازحين العزل الباحثين عن الصخور وظلال أشجار الطلح لتحميهم من رصاص وقنابل جيش الإحتلال المحرمة دوليا، مجازر مروعة راح ضحيتها قائمة من الشهداء والجرحى والمفقودين.. جلهم من النساء والأطفال والشيوخ
صمود ومقاومة منقطعي النظير رسمتهما المرأة الصحراوية في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي من داخل مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة، حيث تحملت مسؤولية تسيير وتنظيم مخيمات اللاجئين وبناء البيوت والمدارس وحفر الخنادق إلى جانب مهمة التمريض والتعليم من أجل بناء الإنسان الصحراوي وتلقينه ثقافة ثورية لمقاومة الجهل وثقافة الخضوع والخنوع التي حاول نظام الإحتلال فرضها على الشعب الصحراوي وانخراطها كذلك.في صفوف الجيش الشعبي الصحراوي، في المقابل جسدت مرأة المناطق المحتلة صمودا وتحديا في وجه نظام الإحتلال المغربي وقواته القمعية بالنضال الميداني في كافة الأشكال النضالية التي تؤطرها الجماهير الشعبية الصحراوية ومناضليها ومناضلاتها خاصة بعد انتفاضة الإستقلال المجيدة 2005 التي لعبت فيها المرأة الصحراوية دورا مركزيا في قيادتها وتأطيرها و رص صفوفها في مواجهة مباشرة مع قوات الإحتلال المغربية فلم تسلم هي الأخرى من القمع والتعذيب في مخافر شرطة الإحتلال والتحرش بأشكاله حيث توجت أغلبها بالإختطافات والإعتقالات السياسية وفرض الحصار والرقابة على منازل عائلات المناضلات الصحراويات وتهديدهن بالتصفية الجسدية والإغتصاب وشيطنتهن وتزييف حقيقة نضالهن قصد ثنيهن عن مواصلة درب النضال
ان دور المرأة الصحراوية في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي اتخذ أشكالا عدة إلى جانب حمل السلاح والتعليم والتمريض تسيير مخيمات اللجوء والنضال الميداني في المناطق المحتلة والتشهير بنضالات الشعب حيث هناك الدعاية الثورية والأدب والفن الملتزم
ولعل صمودها إلى يومنا هذا في مختلف نقاط تواجدها يعكس مدى وعيها وقناعاتها الجذرية تجاه قضية شعبها في الحرية والإستقلال
وبالمناسبة، ومن موقعنا كمناضلي ومناضلات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، نقف عند تخليد هذا اليوم المزدوج بالنسبة للشعب الصحراوي، و كلنا عزيمة وإصرار على مواصلة درب شهداء وشهيدات الشعب الصحراوي من أجل التحرر والإنعتاق من كافة أشكال الإستعمار والإستغلال الذي يفرضه علينا النظام الملكي التوسعي في المغرب،طمعا في تقسيم بلدنا ونهب ثرواتنا وخيراتنا الطبيعية ونتخذ من الشهداء والشهيدات بوصلة توجه نضالاتنا في سبيل الحرية وتقرير المصير
ومن هنا نرفع تحية الصمود والتحدي للمرأة العاملة والمناضلة الثورية ومجدا وخلودا لكل الشهيدات اللواتي ارتقين دفاعا عن كرامتهن وعن كرامة الشعب الصحراوي التواق للحرية والإنعتاق وسيرا منا على دربهم